للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: والذي نفسي بيده! لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه، ولئن دققت رقبته بيدي لأدقنها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَأَنِّي بِنِساءِ بَنِي فِهْرٍ يَطُفْنَ بالْخَزْرجِ تَصْطَكُّ أَلْياتُهُنَّ مُشْرِكاتٍ، وَهَذا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الإِسْلامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَنْتَهِي بِهِمْ سُوءُ رَأْيِهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ كَما أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَّ" (١).

قلت: هذا الحديث يدل على أن أول ما قيل في إنكار القدر أنه قيل: إن الخير بقدر الله دون الشر، ثم قيل: إنهما ليسا بقدر الله تعالى.

وروى البخاري في "التاريخ"، والترمذي وحسنه، وابن ماجه، واللالكائي عن ابن عباس، وابنُ ماجه، وابن أبي عاصم في "السنة" عن جابر، وابن عباس، والخطيبُ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهم قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صِنْفانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُما فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ، وَالْقَدَرِيَّةُ" (٢).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٣٠)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٤/ ٦٢٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٢٠٤): رواه أحمد من طريقين، وفيهما أحمد بن عبيد المكي، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم، وفي إحداهما رجل لم يسم، وسماه في الأخرى العلاء بن الحجاج، ضعفه الأزدي، وقال في "المسند": إن محمد بن عبيد سمع ابن عباس.
(٢) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ١٣٣)، والترمذي (٢١٤٩) وقال: غريب حسن صحيح، وابن ماجه (٦٢)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٤/ ٦٤١) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.=

<<  <  ج: ص:  >  >>