وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله -عز وجل-: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}[سبأ: ٥٤] قال: كان رجل من بني إسرائيل فاتحاً أن فتح الله له مالًا، فمات، فورثه ابن له تافه -أي: فاسد- وكان يعمل في مال أبيه بمعاصي الله، فلما رأى ذلك إخوان أبيه أتوا الفتى فعَذَلوه ولاموه، فَضَجِر الفتى، فباع عقاره بصامت، ثم رحل فأتى عيناً ثجَّاجة، فسرح فيها ماله، وابتنى قصرًا، فبينما هو ذات يوم جالس إذ شملت عليه الريح بامرأة من أحسن الناس وجهًا وأطيبهم ريحاً، فقالت: من أنت يا عبد الله؟
فقال: أنا امرؤ من بني إسرائيل.
قالت: فلك هذا القصر وهذا المال؟
قال: نعم.
قالت: فهل لك من زوجة؟
قال: لا.
قالت: فكيف يهنيك العيش ولا زوجة لك؟
قال: قد كان ذلك، فهل لك من بعل؟
قالت: لا.
قال: فهل لك أن أتزوجك؟
قالت: إني امرأة منك على مسيرة ميل، فإذا كان غدًا فتزود زاد يوم وائتني، وإن رأيت في طريقك هولًا فلا يهولنَّك.
فلما كان من الغد تزود زاد يوم وانطلق، فانتهى إلى قصر، فقر ٥ ع