للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو قبيلته كما في "القاموس" (١).

وفي كتاب الله تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: ٢٢].

ولعل اشتقاقه من العِشرة - بالكسر - وهي المخالطة، فإذا كان الولد أو الوالد أو العشيرة يدعون الرجل إلى معصيَة الله تعالى، أو يشغلونه عن طاعته، كانوا فتنة عليه، بل مودته لهم وهم على غير طاعة الله فتنة له.

وقد روى الديلمي عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ عِنْدِي يَدًا وَلا نِعْمَةً فَيَوَدُّهُ قَلْبِي؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ فِيْمَا أُوْحِيَ إِلَيَّ: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ} [المجادلة: ٢٢] الآية (٢).

وفي حديث آخر: "لِفاسِقٍ".

وإنما دعا بذلك لأن النعمة والإحسان تدعوان إلى محبة المحسن ومودة المنعم، وهما يدعوان إلى موافقة المحبوب والمودود، وفي ذلك قد يكون الهلاك فينقلب الحبيب عدواً.

ولقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٥٦٦) (مادة: عشر).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>