للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل التجاني أيضاً عن سعيد بن المسيب قال: ما يئس الشيطان من ولي إلا أتاه من قبل النساء (١).

ورواه أبو نعيم عن علي بن زيد، عنه، وزاد فيه: وقال لنا سعيد - وهو ابن أربع وثمانين سنة، وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى -: ما شيء أخوف عندي من النساء (٢).

وروى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الْمَرْأةَ تُقْبِلُ فِيْ صُوْرَةِ شَيْطَانٍ وتُدْبِرُ فِيْ صُوْرَةِ شَيْطَانٍ، وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ امْرَأة فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِيْ نَفْسِهِ" (٣).

وإنما شبهها بالشيطان في الإقبال لأنه محل استقبال وجهها والمأتي منها، وفي الإدبار لأنه محل بدو العجيزة، فلما كانت داعية إلى الفتنة بلسان حالها في إدبارها وإقبالها شبهت بالشيطان في الحالتين.

وقال الماوردي في كتاب "أدب الديين والدنيا": قال سليمان بن داود عليهما السلام لابنه: امش وراء الأسد، ولا تمش وراء المرأة (٤).


(١) المرجع السابق (ص: ٣٢).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٦٦).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٣٣٠)، ومسلم (١٤٠٣)، وأبو داود (٢١٥١).
(٤) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ١٩٣)، ورواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>