للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّمَا يُسْعى لدارٍ ... لم تَضِعْ فيها المساعي

دارِ تكريمٍ إليها ... قد دعاني كُلُّ داعي

وله: كتاب: "تحبير العبارات في تحرير الأمارات"، وهو - أيضاً - عجيب، نَقَلَ فيه ما نصُّه: يُبتلى المغتابُ بأن يُغتاب؛ روى أبو الشيخ ابن حيان في كتاب "النكت والنوادر" عن عبد الله بن وهب، قال: قال مالكُ بنُ أنسٍ - رضي الله عنه -: كان عندنا بالمدينة قومٌ لا عيوبَ لهم، تكلَّموا في عيوب الناس، فصارت لهم عيوبٌ، وكان عندنا قومٌ لهم عيوبٌ، سكتوا عن عيوب الناس، فَنُسِيت عيوبهم، قلت:

عَائِبُ الناسِ وإنْ كا ... ن سليماً يُستَعَابْ

والذي يُمْسِكُ عن عَيْ ... ـبِ الوَرَى سوفَ يُهاب

ما دخولُ المرءِ فيما ... ليس يَعْنيه صواب

وذكر فيه - أيضاً -: روى أبو الشيخ عن مُطرِّفٍ، قال: قال لي مالكُ ابنُ أنسٍ - رضي الله عنه -: ما تقول الناسُ فيَّ؟ قلت: أمَّا الصَّديق، فيثني، وأما العدوُّ، فيقع، فقال: ما زال الناسُ كذلك، لهم صديقٌ وعدوٌّ، ولكن نعوذ بالله من تَتَابعِ الألسنِ كلِّها، وقلت:

لا تَرَى كاملاً خَلا ... من عَدُوٍّ يَعيبُهْ

بَلْ لَهُ مِنْ سِبابِهِ ... وأذاهُ نَصيبُهْ

أحمقُ الناسِ مَن يَرَى ... أَنَّ ذا لا يُصيبُهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>