للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس فيفلح، ولكن مَنْ طلبه بذِلَّةِ النفس، وضيقِ العيش، وخدمةِ المعلِّم، والتواضعِ في النفس، أفلحَ.

قال: وقلت في معناه هذا:

مَنْ يطلبِ العلمَ بذلٍّ وضِيـ ... ـقِ العيشِ والخدمةِ والإِنقطاعْ

فَهْوَ الذي يُفْلِحُ لا مَنْ غَدَا ... يَطْلُبُه بالعِزِّ والإِتِّساعْ

وقلت:

مَنْ يطلبِ العلمَ بعزِّ الغنى ... يَبطَرْ ولا يُفلِحْ بما يَصْنعُ

للعلم طُغْيانٌ كما للغِنَى ... والعلمُ بالطُّغيانِ لا يَنْفَعُ

لايبلغُ العالمُ شأوَ العُلاَ ... إلَّا التَّقيُّ الأَرْوَعُ الأَوْرَعُ

ومنها: عن أبي سليمان الدَّاراني - رضي الله عنه -، قال: لو اجتمع الخلقُ جميعاً أن يضعوا عملي كما عند نفسي، ما قدروا على ذلك، قال: وقد ضمَّنت كلامه - رضي الله عنه - في قولي:

قُلْ لنفسي: إنْ تُراعي ... حَق رَبِّي لن تُراعي

إنما نقصٌ وضَعْفٌ ... وانتقاصٌ من طِباعي

مَنْ يَضَعْ مني وَيجْهَدْ ... لَمْ يَضَعْني كاتِّضاعي

إنَ عِرْفانِي بِنَفْسي ... قد كفاني وَعْظَ واعي

إنَّمَا الدُّنيا متاعٌ ... لم يَدُمْ فيها انتفاعي

<<  <  ج: ص:  >  >>