للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى ابن جهضم عن حسين القزاز (١) قال: أربعة أشياء عزيزة في الخلق؛ عالم مستعمل لعلمه، وحكيم ينطق عن فعله (٢)، وواعظ ليس له طمع، ومتعبد ليس له علاقة (٣).

وروى ابن النجار في "تاريخه" عن المهاجر بن حبيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: إِنِّي لَسْتُ عَلَى كُلِّ كَلامِ الْحَكِيْمِ أُقْبِلُ، وَلَكِن أُقْبِلُ عَلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فيِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَيرْضَى، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا للهِ وَوَقَارًا وإنْ لَمْ يتكلَّمْ" (٤).

وروى ابن جهضم عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: إن الله يحب العالم المتواضع، ويبغض العالم الجبار، ومن تواضع لله أورثه الله الحكمة (٥).

يُشير إلى أن التكبر حجاب لقلوب العلماء عن الحكمة والنطق بها.

ويدلُّ عليه قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: ١٤٦] الآية.


(١) في "شعب الإيمان": "يحيى بن الحسين القريشي" بدل "حسين القزاز".
(٢) في "شعب الإيمان": "قلبه" بدل "عمله".
(٣) ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٨١٦).
(٤) ورواه الدارمي في "السنن" (٢٥٢).
(٥) ورواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ٢٣٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٨/ ٤١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>