للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح، وأبو يعلى، والطبراني، وابن حبان، والحاكم وصححاه، عن خالد بن عدي الجهني - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ بَلَغَهُ عَنْ أَخِيْهِ مَعْرُوْفٌ مِنْ غَيْرِ مَسْألةٍ وَلا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْق سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ" (١).

وأما الجملة الثانية فقد قال الله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: ٢٧٢].

وقال تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٧٣].

قال قتادة في الآية: محفوظٌ ذلك عند الله عالمٌ به شاكرٌ له، وأنه لا شيء أشكر من الله، ولا أجزى لخير من الله. رواه ابن أبي حاتم (٢).

قلت: في قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٧٢] إشارة إلى أن النفقة لا تكون خيراً إلا إذا كانت لوجه الله تعالى، وما كان لوجه الباقي ينبغي أن يكون باقيًا، فلذلك كان ثواب من أعطى لوجه الله تعالى خير الدنيا والآخرة، وحقيقته مقابلته بالخير الدائم في مقابلة الإنفاق للوجه الدائم.


(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٢٠)، وأبو يعلى في "المسند" (٩٢٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٤١٢٤)، وابن حبان في "صحيحه" (٥١٠٨)، والحاكم في "المستدرك" (٢٣٦٣).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٢/ ٥٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>