للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى فعل الخيرات؛ أي: الأعمال الموصلة إلى خيرات الآخرة، ويدل عليه رواية معاذ: "فِعْلَ الْخِيْرَاتِ".

ويحتمل أنه أراد: أسألك الخيرات من النعم في الدنيا والآخرة؛ فإن نعم الدنيا لا تتيسر إلا بفضل الله وبكرمه، فلا ينبغي لمن يسرت له أن يشهدها، بل يشهد ميسرها وتيسيره إياها، ومن ثم قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨)} [يونس: ٥٨].

وفد فسر فضل الله بالقرآن، وبالعلم، وبالإسلام.

والأولى التعميم، حتى يدخل فيه الفرح بكل نعمة من حيث إنَّها من الله تعالى.

وقال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: ٣٥]؛ أي: نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة. رواه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، واللالكائي في "السنة" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (١).

أي: اختباراً لقلوبكم قوة وضعفاً، وصبراً وجزعاً، ورضاً وسخطاً، وهل تشهدون النعم والخير من الله تعالى فتشكروه عليها، وهل تشهدون البلاء منه تمحيصاً فتصبروا عليه، أم تُبطركم النعم وتشغلكم عن المنعم


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٧/ ٢٥)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٣/ ٥٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>