للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الدِّيْن" (١)؛ أي: يفهمه في الدين.

والتفهم أبلغ من الإفهام، وهو يشعر بتكرار الإفهام، وكأن معناه: يجعل الفقه عادته وديدنه.

روى بعض السلف: عودوا ألسنتكم خيراً.

وقال الشاعر: [من البسيط]

عَوِّدْ لِسانَكَ قَوْلَ الْخَيْرِ وَارْضَ بِهِ ... إِنَّ اللِّسانَ لِما عَوَّدْتَ مُعْتادُ

مُوَكَّلٌ بِتَقاضِيْ ما سَنَنْتَ لَهُ ... فِيْ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَانْظُرْ كَيْفَ تَرْتادُ (٢)

روى ابن أبي الدنيا عن مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال: مَرَّ بعيسى بن مريم عليهما السلام خنزير، فقال: "مر بسلام فقيل له: "يا روح الله! لهذا الخنزير تقول! " قال: "أكره أن أعود لساني الشر" (٣).

وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ


(١) رواه ابن ماجه (٢٢١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٨٥)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٢٥٢).
(٢) انظر: "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" لابن حبان (ص: ٥١).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>