للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَنْحُلَ حَتَّىْ لا يُبْقِيْ لَكَ الْهَوَىْ ... سِوَىْ مُقْلَةٍ تَبْكِيْ بِها وَتُناجِيَا (١)

وفي "الصحيحين" عن أنس - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيْمَانِ: أَنْ يَكُوْنَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَحَبَّ إِليِهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُوْدَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَبْعَدَه" (٢) اللهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ بِالنَّار" (٣).

ومهما حصل القلب على الحب كان الباعث له على أعمال الخير حبه، فالعمل المحثوث عليه بالحب هو عمل السابقين، ولذلك قال يحيى ابن معاذ الرازي رحمه الله تعالى: مثقال خردلة من الحب أحبُّ إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب (٤).

وعلى هذا المنوال كان عمل الصحابة والصدر الأول.

ثم كان أكثر الناس في طاعاتهم إنما هم جارون على عادة اعتادوها، أو على ما كان وفق هواهم.

ومن هنا قال عبيد الله بن عمير رحمه الله تعالى: ما المجتهد فيكم إلا


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٣٥٣).
(٢) في مصادر التخريج: "أنقذه" بدل "أبعده".
(٣) رواه البخاري (٢١)، ومسلم (٤٣).
(٤) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>