للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على باب الكرم.

والسابق مضروب بسوط المحبة، مقتول بسيف الشوق، مضطجع على باب الهيبة (١).

وقال أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى: الظالم مضروب بسوط الغفلة، مقتول بسيف الأمل، مطروح على باب الرحمة والمشيئة.

والمقتصد مضروب بسوط الندامة، مقتول بسيف الحسرة، مطروح على باب الفقر.

والسابق مضروب بسوط المحبة، مقتول بسيف الشوق، مطروح على باب المشاهدة والبشرى واللقاء (٢).

قلت: ومعنى هذا الكلام: إن الظالم لنفسه هو الذي ظلم نفسه بالاسترسال في الغفلة عما يراد منه من أدب كل وقت من أوقاته، وحقوق كل حين من أحايينه في ذلك الوقت، وذلك الحين، ثم كلما تحركت روحه بواعظ الإيمان المستوي على عرش قلب كل عبد مؤمن للنهوض إلى التوبة والإقلاع عن المعصية لم تطاوعه نفسه؛ لأنها قد انقطعت بمُدْية التسويف، وقتلت بسيف الأمل، فهو تحت المشيئة؛ لأن سيئاته قد رجحت على حسناته فلم يستحق فوزاً، ولم يستوجب ثواباً، لكن الله تعالى لم يقطعه عن رحمته بالكلية، ولم يخرجه من دائرة الاصطفائية،


(١) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (٢/ ١٦٢).
(٢) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (٢/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>