للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحاسبهم الله حساباً يسيراً، وصنف يوقفون فيؤخذ منهم ما شاء الله، ثم يدركهم عفو الله وتجاوزه. رواه عبد بن حميد (١).

ولأرباب الإشارات والحقائق في هؤلاء الثلاثةِ أقوالٌ:

قال الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله تعالى: الظالم ينظر من نفسه إلى نفسه في دنياه وآخرته، فيقول في دنياه وآخرته: نفسي نفسي، والمقتصد نظر من نفسه إلى عقباه وهو في دنياه ناظر إلى عقباه (٢)، والسابق ينظر من الله إلى الله فلم يرَ غير الله في دنياه وعقباه (٣).

وقال محمد بن علي الترمذي رحمه الله تعالى: لكل واحد من هؤلاء الثلاثة نوع من سؤال، وأخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسؤال الظالم: أسألك الإيمان بك، والكفاف من الرزق.

وسؤال المقتصد: أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، [وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل] (٤).

وسؤال السابق: أسألك النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك (٥).

قلت: وجميعهم على الباب واقفون، وإلى الله مفتقرون، وبلسان


(١) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٧/ ٢١٦).
(٢) في "حقائق التفسير": "وهو في الآخرة ناظر إلى مولاه".
(٣) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (٢/ ١٦١).
(٤) زيادة من "حقائق التفسير".
(٥) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (٢/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>