للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلا إله إلا الله.

يا عيسى! هم أكثر سكان الجنة لأنها لم تَذِلَّ ألسن قوم قط بلا إله إلا الله كما ذَلت ألسنتهم، ولم تَذِلَ رقاب قوم قط بالسجود كما ذَلَّت رقابهم.

وهذه صفة أهل الخصوص من هذه الأمة، وأما عوامهم ففي ظلهم، ولذلك كانت أمة مرحومة؛ يرحم الله مسيئهم بمحسنهم، فأهل الخصوص هم المستقيمون على كلمة التوحيد وإقامة الصلاة، وسائر الأعمال متابعة لهذين العملين الكريمين لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥].

ويقول: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: ٤٥] (١).

وقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: ٣٠]: الاستقامة أن لا تشركوا بالله شيئًا (٢).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في الآية: استقاموا بطاعته. رواه الإِمام عبد الله بن المبارك، وسعيد بن منصور، وعبد بن


(١) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٧/ ٣٨٢).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١١٠)، وكذا الطبري في "التفسير" (٢٤/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>