للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو الربيع السائح: أطع الله يطعك (١). رواهما أبو نعيم.

وفي ذلك إشارة إلى أن من شرط هذا القسم من الكرامة طاعة الله تعالى، فلو ظهر الخارق على يد فاسق لم تكن كرامة، بل هو استدراج أو سحر أو شعوذة، وبهذا يفرق بين هذه الثلاثة وبين الكرامة.

قال أبو يزيد البسطامي رضي الله تعالى عنه: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود وأداء الشريعة. رواه القشيري، وأبو نعيم (٢).

ثم هذه الكرامات قد يجدها أهل البداية في بداياتهم، ويفقدها أهل النهاية في نهاياتهم؛ فإن أصل ظهور الخارق على يد الولي إنما هو لتقوية يقينه وزيادة بصيرته، فيعلم الولي أن ما هو عليه من العقائد والوظائف صحيح مرضي، فيلازم عليه؛ فإن كان الولي في النهايات رسخ يقينه فلا يحتاج إلى مثبت لأن المركب العظيم لا يحتاج إلى مرساة.

وروى القشيري عن ابن سالم قال: كان رجل يقال له: عبد الرحمن ابن أحمد يصحبه سهل بن عبيد الله، فقال له يومًا: ربما أتوضأ للصلاة فيسيل الماء من يدي قضبان ذهب وفضة.


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٢٩٦).
(٢) رواه القشيري في "الرسالة" (ص: ٣٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>