للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقامَةَ الضِّلَعِ تَكْسِرُها؛ فَدارِها تَعِشْ بِها" (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ" إشارة إلى خلق حواء من

ضلع آدم حين نام، فانكسرت قصرى أضلاعه اليسرى، فخلق الله منها حواء، ولذلك سميت حواء لأنها خلقت من حي، فكان القصور فيها، وفي بناتها عن بلوغ رتبة الكمال في الصلاح، ألا ترى كيف كانت سبباً لأكل آدم وأكلها من الشجرة (٢)؟ ومن ثَمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَىْ زَوْجَها الدَّهْرَ (٣) ". رواه الإمام أحمد، والشيخان عن أبي

هريرة رضي الله تعالى عنه (٤).

وفي "كامل ابن عدي" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٨)، وابن حبان في "صحيحه" (٤١٧٨)، والحاكم في "المستدرك" (٧٣٣٣).
(٢) انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير (١/ ٧٨).
(٣) قال ابن حجر في "فتح الباري" (٦/ ٣٦٨): قوله: "لم تخن أنثى زوجها" فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها: أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالؤلادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا، ولكن لمَّا مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسَّنت ذلك لآدم، عُدَّ ذلك خيانة".
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٤٩)، والبخاري (٣٢١٨)، ومسلم (١٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>