عليهم كنايةٌ عن إحاطتهما بهم كما تحيط القبة بمن ضُربت عليه. كما قال زياد الأعجم في عبد الله بن الحشرج:
إِنَّ السماحةَ والمروءةَ والنَّدَى ... في قُبَّةٍ ضُرِبتْ على ابنِ الحَشْرَجِ (البسيط)(١)
وهكذا نراه في عرضه للآيات القرآنية يتعامل معها بروح اللغوي الأديب، والمفسر الذي ينطلق من قاعدة اللغة، ويجعلها أساس التفسير، ثم يعضِدُها بالشعر العربي انطلاقاً من أن في القرآن بعض الآيات التي تستوجب العودة إلى الشعر لكشف معانيها، وتبيان ألفاظها، وهو ما يؤكد اهتمامَه الشديد بديوان العرب، وإلمامَه بوجوه الإعجاز البياني.
والبلاغة القرآنية كانت من أكبر أهداف الخضر حسين، فعِلْمَا: المعاني، والبديع- اللذان أشار إليهما الشيخ في مختلف آثاره التفسيرية- من الأمور التي تأثَّر بها من مدرسة عبد القاهر الجرجاني، والزمخشري.
ولعل أهم الأوجه والقضايا البلاغية التي تناولها الشيخ بالبحث والدراسة هي:
- الإيجاز: حين يعرض الشيخُ لأسلوب الإيجاز في القرآن الكريم نراه معنِياً بالإشارة إلى ما أُوجز فحسب، دون أن يومئَ إلى موضع الحُسن في ذلك الأسلوب، وقد اعتبر الشيخ للإيجاز أنواعاً منها:
حذف المبتدأ، وحذف الجمل التي يدل الكلام على تقديرها، واستعمال المفرد في معنى الجمع، إضافة إلى إيجاز الحذف، وذكر البدل