للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- أن يؤكد بالشاهد من الشعر ما ترشد إليه الآية من معان: مثل ما قاله في تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٢].

"تفيد هذه الجملة -بحسب وضعها الأصلي- النهيَ عن الموت في حال غير حال الإسلام، وليس الموت في استطاعة الإنسان حتى يَنهى عنه، أو يأمر به، وإنما النهي في المعنى متوجِّه إلى أن يكون المخاطبون في حال لو جاءهم الموتُ وهم متلبِّسون به، لوقعوا في خسران مبين، فنهيهم عن الموت في حال غير حال الإسلام يراد منه: الأمر بالثبات على الإسلام إلى حين الوفاة.

والمعنى: اثبتوا على الإسلام، واستقيموا على مَحَجَّتِهِ البيضاء حتى يدرككم الموت، وأنتم في حال كونكم مسلمين.

وكما ينهى عن الموت في حالة، والمراد: عن التلبس بتلك الحالة، يأمر بالموت في حالة، والمراد: الحث على التلبس بتلك الحالة؛ كما يقال: مُتْ وأنت شهيد. المراد: الحث على الاستشهاد في سبيل الله. ومن هذا القبيل قول المتنبي:

عِشْ عزيزاً أو مُتْ وأنتَ كريمٌ ... بينَ طعنِ القنا وخفقِ البُنودِ (الخفيف) (١)

- أن يورد الشعر بياناً وتأييداً لأوجه البلاغة: مثال ذلك: عند تفسيره لقوله تعالى: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: ٦١].

يقول "الذلّة: الهوان. والمسكنة: الخضوع، وضرب الذلة والمسكنة


(١) محمد الخضر حسين "أسرار التنزيل" (ص ٢١٣).