للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحذف المبدل منه.

- المجاز: والمجازُ من المباحث البلاغية التي عرض لها محمد الخضر حسين في تفسيره، من ذلك -مثلاً-: قوله في تفسير قوله تعالى: {يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} [البقرة: ٦١].

يقول: إخراج النبات: إظهاره بإيجاده، والمنبِت له -في الحقيقة- هو الخالق -جلّ شأنه-. وإسناده إلى الأرض في قوله: (تنبت الأرض) أخذاً بعادة إسناده إلى الأرض على وجه المجاز، وإسناد الفعل إلى المكان الذي يقع فيه أسلوبٌ عربي فصيح، والحقيقةُ في قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [ق: ٧] (١).

* الأساس الثاني - التفسير بالمأثور:

يعتمد الشيخ محمد الخضر حسين في تفسيره للقرآن الكريم نهجَ التفسير بالمأثور؛ حيث يفسِّر القرآن بالقرآن، والقرآن بالحديث النبوي، والقرآن بأقوال الصحابة والتابعين، فمَنْ بعدَهم من العلماء والفقهاء، وكذلك أسباب النزول، واعتماد أوجه القراءات، وأصحاب السير والأخبار.

* تفسير القرآن بالقرآن:

اشترط العلماءُ على من أراد تفسير القرآن: أن ينظر أولاً في كتاب الله العزيز؛ ليصل إلى المعنى الصحيح؛ لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً، فما جاء منه مجملاً في مكان يفسر ما جاء مُبيناً في مكان آخر، وما جاء موجزاً يستعان على بيانه بما جاء مُسهَباً، وقد اعتد الخضر حسين بهذا النوع من


(١) محمد الخضر حسين "أسرار التنزيل" (ص ١٠٤).