للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بصدقه على أنه واقع، دخل التصديق به في حقيقة الإيمان. ومن أنكر جزءاً مما يتقوم به الإيمان، صح أن ينفى عنه الإيمان، ولا يوضع في حساب المؤمنين. والجاحدون باليوم الآخر لا يبالون أن يرتكبوا القبائح، ويبسطوا أيديهم في البغي، إلا حيث يخشون أن تراهم أعين الناس. وتنالهم عقوبة من ذي سلطان.

{وَالْمَلَائِكَةِ}: أجسام لطيفة نورانية قادرون على التشكل في صور مختلفة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ووجه دخول التصديق بهم في حقيقة الإيمان: أن الله وسطهم في إبلاغ الوحي للأنبياء -عليهم السلام-، وذكر ذلك في الكتاب، وتحدث الأنبياء عنهم بما لا يدع في النفس شبهة في أن الملَك مخلوق ذو حياة ونطق عقلي. فمن لم يؤمن بهذا النوع من المخلوقات على الوجه الذي وصفه الكتاب العزيز، فقد أنكر الوحي، وحُرم من إيمان يبنى عليه سيرة يصل بها إلى أمن وسعادة.

{وَالْكِتَابِ}: القرآن. والإيمان به يستلزم الإيمان بجميع الكتب المنزلة من عند الله. والإيمان بالنبيين: التصديق بأنهم رجال اصطفاهم الله لتلقي هدايته وكتبه، وإبلاغها للناس في صدق وأمانة. والنبيون الذين يجب الإيمان بهم: كل من ثبتت نبوته بقرآن، أو حديث صحيح. والدليل القاطع على أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين يجعل المدعين للنبوة بعده مضلين، والمصدقين لمزاعمهم ضالين.

{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ}:

هذا معطوف على قوله تعالى: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ}. {وَآتَى}: أعطى.