للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل النار يقع عندما تمتلى منها بطونهم، والعذابَ الحاصل من كل المال الحرام يقع عند لقاء جزائه، وهو الإحراق بالنار.

وذكر من وجوه انتفاعهم بذلك الثمن الحقير: الأكلَ في بطونهم؛ ليشعر بدناءة هممهم، وسقوطها إلى حد أن يزهدوا في إبلاغ ما أنزل الله، ويبيعوه بملء بطونهم.

{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}:

بما تطمئن به نفوسهم، وتنشرح له صدورهم؛ كما يكلم المؤمنين بحق. ويصح أن يكون نفي تكليم الله لهم كناية عن غضبه عليهم؛ فإن من اشتد غضبه على مسيء، أعرض عنه، وأبى أن يتوجه إليه، ولو بقليل من الكلام.

{وَلَا يُزَكِّيهِمْ}:

يُزَكيهم: من التزكية، وهي التطهير، وتستعمل بمعنى: الثناء، ومنه: زكَّى الرجل نفسَه: إذا وصفها، وأثنى عليها، وزكَّى الشهودَ: إذا عدَّلهم، ووصفَهم بأنهم أزكياء. فالذين يكتمون ما أنزل الله محرومون من فضل عظيم إنما يفوز به الذين يعطون الدعوة إلى هدى الله حقها، وهو تزكية الله لهم؛ أي: ثناؤه عليهم.

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}:

بعد أن أخبر تعالى بأن أولئك الكاتمين إنما يأكلون في بطونهم ناراً، ودل على حقارتهم، وحرمانهم من تكليمه، وتزكيته لهم، أردف ذلك ببيان سوء منقلبهم، وشدة ألم العذاب الذي يصيبهم.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ}:

المشار إليهم بقوله تعالى: {أُولَئِكَ}: مَن تقدم حديثهم ووعيدهم،