للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يذكر غير اسم الله عليها عند ذبحها؛ كما يفعل المشركون؛ إذ يذكرون على ذبائحهم أسماء ما يعبدونهم من دون الله.

{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}:

{اضْطُرَّ}: أُلجئ؛ أي: ألجأته إلى الأكل من تلك المحرمات ضرورة، وهي الخوف من تلف النفس، ولا ينتظر الجائع إلى أن يشرف على الموت. والباغي: من البغي.

والعادي: من العدوان. والبغي والعدوان يستعملان بمعنى الظلم وتجاوز الحد، ولما وردا في الآية معطوفاً أحدهما على الآخر، اقتضى حسن البيان الذي عرف به القرآن الكريم أن يحمل كل منهما على معنى خاص يناسب أصل وضعه، وصح أن يقال: الباغي في أصل اللغة: الطالب لخير أو شر، وقد يخص بطالب الشر الساعي في فساد. وعلى هذا المعنى يحمل الباغي في الآية، فيتناول المسافر لارتكاب معصية؛ نحو: قطع طريق، أو قتل نفس. حتى يعزم التوبة. والعادي: من عدا؛ أي: تجاوز حد ما يجوز إلى ما لا يجوز، فيحمل على معنى المجاوز حد الضرورة؛ بأن يزيد في الأكل من تلك المحرمات على قدر سد الجوع إلى الشبع. والمعنى: فمن ألجأته ضرورة إلى كل شيء من تلك المحرمات، وهو غير ساع في فساد، ولا متجاوز سد الجوع، فلا إثم عليه فيما أكل منها.

{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:

{غَفُورٌ}: من المغفرة، وهي صيانة العبد عما استحقه من العقاب. ويرد بعد ذكر التوية، وهذا واضح، ويرد بعد الترخيص؛ كما ورد هنا بعد الإذن للمضطر في الأكل من الميتة، وكما قال تعالى في آية التيمم: {فَامْسَحُوا