أبو العَبَّاس ثَعْلَب: شَاهَدْتُ مَجْلِسَ ابن الأَعْرَابِيّ وكان يَحْضُرُه زُهَاءَ مائة إِنْسَان، وكان يُسْأل ويُقْرَأ عليه، فيُجِيبُ من غير كِتَابٍ. قال: ولَزِمْتُه بِضْعَ عَشْرَة سَنَةً ما رَأَيْتُ بيَدِهِ كِتَابًا قَطُّ. ومَاتَ بسُرّ مَنْ رَأى وقد جَاوَزَ الثَّمانين. قال أبو العَبَّاس: قد أَمَلَّ على النَّاسِ ما <يُحْمَلُ> على أَجْمَالٍ، لم يُرَ أحدٌ في عِلْم الشِّعْرِ أَغْزَرَ منه (١).
قال أبو العَبَّاس: وأَدْرَكَ النَّاسَ، قَرَأ على القاسِم بن مَعْن وسَمِعَ من المُفَضَّلِ بن محمَّد. وكان يَذْكُرُ أنَّه رَبِيبُ المُفَضَّل، كانت أمُّه تَحْتَه.
قَرَأْتُ بخَطِّ ابن الكُوفِيّ قال، قال ثَعْلَب: سَمِعْتُ ابنَ الأَعْرَابِيّ فِي سَنَة خَمْسٍ وعشرين ومائتين يقول: وُلِدْتُ في اللَّيْلَةِ التي ماتَ فيها أبو حَنِيفَة (٢). وماتَ سَنَة إحْدَى وثَلاثِين، وكان عُمُرُهُ إحْدَى وثَمانين سَنَةً وأَرْبَعَة أَشْهُرٍ (a) وَثلاثَة أيَّام (٣).