للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤيم في ألفين من قبَل سكَّة لحّام جرير، فوقَفَوا في أفواه تلك السكك، ووَلَّى المختارُ يزيد بن أنس خيلَه، وخرج هو في الرَّجالة (١). (٦/ ٢٤ - ٢٦).

قال أبو مخنف: فحدّثني الحارث بن كعب الوالبيّ، والبة الأزد، قال: حملتْ علينا خيلُ شَبَث بن رِبْعيّ حملتين، فما يزول منَّا رجل من مكانه، فقال يزيد بن أنس لنا: يا معشر الشّيعة، قد كنتم تُقتَلون وتُقطَّع أيديكم وأرجلكم، وتسمَل أعينكم، وتُرفَعون على جُذوع النخل في حُبّ أهل بيت نبيكم، وأنتم مقيمون في بيوتكم وطاعة عدوّكم، فما ظنُّكم بهؤلاء القوم إن ظهروا عليكم اليوم! إذًا والله لا يَدعون منكم عينًا تَطرف، وليقتُلنَّكم صبْرًا، ولتروُنّ منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموتُ خيرٌ منه، والله لا يُنجيكم منهم إلا الصدق والصبر. والطعن الصائب في أعينهم، والضرب الدَّراك على هامِهم، فتيسَّروا للشَّدّةِ، وتهيؤوا للحَمْلة، فإذا حرّكت رايتي مرّتين فاحملوا، قال الحارث: فتهيَّأنا وتيسَّرنا وجثَوْنا على الرُّكَب، وانتظرنا أمره (٢). (٦/ ٢٦).

قال أبو مخنف: وحدّثني فضيل بن خديج الكنديّ أنّ إبراهيم بن الأشتر كان حين توجَّه إلى راشد بن إياس، مضى حتَّى لقيه في مراد، فإذا معه أربعةُ آلاف، فقال إبراهيم لأصحابه: لا يهولنَّكم كثرةُ هؤلاء، فوالله لرُبّ رجل خيرُ من عشرة، ولرُبّ فئة قَليلة قَدْ غَلَبْت فِئةً كثيرةً بإذْن الله واللهُ مع الصَّابرين، ثم قال: يا خُزيمة بن نصر، سرْ إليهم في الخيل، ونزل هو يمشي في الرّجال، ورايتُه مع مُزاحم بن طُفيل، فأخذ إبراهيم يقول له: ازدَلِف برايتك، امضِ بها قُدُمًا قُدُمًا، واقتتل الناسُ، فاشتدّ قتالهم، وبصر خزيمة بن نصر العبسيّ براشد بن إياس، فحمل عليه فطعنه، فقَتَله، ثمّ نادى: قتلتُ راشدًا وربِّ الكعبة، وانهزم أصحابُ راشد، وأقبل إبراهيمُ بن الأشتر وخزيمة بن نصر ومن كان معهم بعد قتل راشد نحو المختار، وبعث النعمانُ بن أبي الجعْد يبشّر المختار بالفتح عليه وبقتل راشد، فلمَّا أن جاءهم البشير بذلك كبَّروا، واشتدّت أنفسُهم ودخل أصحاب ابن مطيع الفَشَل، وسرّح ابن مطيع حسَّان بن فائد بن بكير العبسيّ في جيش كثيف نحو من ألفين، فاعترض إبراهيمَ بن الأشتر فُوَيقَ الحمراء ليردّه عَمّن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>