للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَبَث بن رِبْعِيّ على ابن مطيع خرج المختار في جماعة من أصحابه حتَّى نزل في ظهر دَيْر هند ممَّا يلي بُستان زائدة في السَّبخة.

قال: وخرج أبو عثمان النّهديّ فنادى في شاكر وهم مجتمعون في دورهم، يخافون أن يظهروا في الميدان لقُرْب كعب بن أبي كعب الخثعميّ منهم، وكان كعب في جبَّانة بشر، فلمَّا بلغه أن شاكرًا تخرج جاء يسير حتى نزل بالميْدان، وأخذ عليهم بأفواه سِكَكهم وطُرُقِهم، قال: فلمَّا أتاهم أبو عثمان النَّهديّ في عصابة من أصحابه، نادى: يا لَثأرات الحسين! يا منصورَ أمِت! يا أيّها الحَيّ المهتدون، ألا إنّ أمير آل محمَّد ووزيرَهم قد خرج فنزل ديرَ هند، وبعثني إليكم داعيًا ومبشرًا، فاخرجوا إليه يرحمكم الله! قال: فخرجوا من الدّور، يتداعَوْن: يا لثَارات الحسين! ثم ضاربوا كعب بن أبي كعب، حتَّى خلَّى لهم الطريق، فأقبلوا إلى المختار حتَّى نزلوا معه في عسكره، وخرج عبد الله بن قراد الخثعميّ في جماعة من خثعم نحو المئتين حتّى لحق بالمختار، فنزلوا معه في عسكره، وقد كان عرض له كعب بن أبي كعب فصافَّه، فلمَّا عرفهم ورأى أنَّهم قومُه خلَّى عنهم، ولم يقاتلْهم.

وخرجتْ شِبَام من آخر ليلتهم فاجتمعوا إلى جبَّانة مراد، فلمَّا بلغ ذلك عبد الرحمن بن سعيد بن قيسِ بعث إليهم: إن كنتم تريدون اللّحاق بالمختار فلا تمرُّوا على جبَّانة السَّبيع، فلحِقوا بالمختار، فتوافَى إلى المختار ثلاثة آلاف وثمانمئة من اثني عشر ألفًا كانوا بايعوه، فاستجمعوا له قبل انفجار الفجر، فأصبح قد فرغ من تعبيته (١). (٦/ ١٩ - ٢٣).

قال أبو مخنف: فحدّثني الوالبيّ قال: خرجتُ أنا وحميد بن مسلم، والنعمان بن أبي الجَعْد إلى المختار ليلةَ خرج، فأتيناه في داره، وخرجْنا معه إلى معسكره؛ قال: فوالله ما انفَجَر الفجر حتى فرغ من تعبيته؛ فلمَّا أصبح استقدم فصلَّى بنا الغداةَ بغلَس، ثم قرأ "النازعات" و"عبس وتولَّى".

قال: فما سمعنا إمامًا أمّ قومًا أفصحَ لهجةً منه (٢). (٦/ ٢٣).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>