الرخيص من عجوز بدوية، هي أغنى وأقنى لهذه المساحة، فهي صاحب غزله بمغزلها المعروف، وإنتاجه؛ وهو فاقد الشئ، وفاقد الشئ لا يُعطيه.
ولا تُتْرَك وحدها مقطوعة من أهلها وعشيرتها، لتنتظر وصولهم، فتبيع وطنها بقطعة ساحة؟ ! ولا تبيع وطنَها بأغلى الأثمان، فضلاً عن ساحتهم الصغيرة! !
على أن الشقق تجمُّعات صغيرة، أشهرها الشقتين، والاسم قديم.
وأما قولهم: وهو يعلمون أنهم إليها راجعون! فلا يعلمون إلا ما علموا، إذْ لا يعلم الغيب إلا الله.
قال زهير:
واعلمُ ما في اليوم والأمس قبله ... وإني لَعَنْ عِلمِ ما في غدٍ عَمِ.
ومما يزيد في عدم صحة هذه الدعوى: السلاح الذي يحملونه عند حضور الصلاة؛ خوفاً من بعضهم البعض، إذْ لا يصح ذلك؛ لاتفاقهم في الجرَّة أولاً، وضعف المناقشة في المكان ثانياً، لكونهم ثلاثة على حدِّ زعمهم، يأتمون بإمامهم الذي يصلي خلفه اثنان منهم مسلَّحون! ! ولا يُصَدَّق ذلك؛ لما فيه من إشاعة الخوف في المسجد الذي هو مكان عبادة ووِفاق، وليس