للاستعراض، وحاجتُهم في ذلك الزمان لحماية أنفسهم من غيرهم، ألزَم من حاجتهم لحماية أنفسهم من بعضهم، على أنه ثبت أن الحيف يفرِّق بين الأقارب، وأن العدلَ يجمع شتات الناس، ولكن ما ذُكر فيه مبالغةٌ.
ويخصنا منه الدليل، ولعلَّ ذلك حصل من شواذ بعض الأفراد التي تظهر من حين لآخر، ليتوهم البعض صحتها، وهي في الحقيقة صنوف من الخيال، كعش العنكبوت، وهي تهدم ولاتبني، وتُفرِّق ولا تجمع، ولا تجلب فائدة أبداً، وتبعث الإحن، ولا تصدر من عاقل رزين، وقد حملها المؤلف على ظاهرها. (١)
(١) أقول: لا ضير على معالي الشيخ ـ حفظه الله تعالى ـ من إيراد ما ذكره له بعضُ كبار السن من أهل «الشقة»، وليس عليه أن يبحث وراءهم، فالمعجم الجغرافي كبير جداً، وغزير المعلومات، وحسبه في مثل هذا النقل ـ وجزاه الله خيراً ـ، على أنه خطأ هذه الرواية واستنكرها، بعد أن قرأت عليه ـ رعاه الله ـ ما ذكرتُه في مقدمة تحقيقي لكتاب ... «البراهين المعتبرة» من تأليف العم الشيخ: عبدالعزيز بن محمد المديهش (ت ١٣٥٠ هـ) - رحمه الله -، قرأتُ على الشيخ سبب تسمية الشقة بهذا الاسم، فأقرَّ كلامي، وأنكرَ القصة المتداولة، وكان ذلك في اثنينيته الممتعة، بتاريخ (٢١/ ٤/١٤٣٤ هـ) في منزله العامر في مدينة الرياض، ولدي تسجيل صوتي لتعليقه. =