فإن هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تثبت التصرف في الكون لله وحده لا شريك له، وتنفي عن غيره تعالى، ويدل على أن الأنبياء والأولياء وغيرهم من المخلوقين لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا؛ فضلاً عن أن يملكوا لغيرهم، كما أنهم لا يملكون موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، وأن غيره تعالى غير قادر على العطاء والمنع، ودفع الضر وجلب النفع.
الحديث الثاني: حديث عبد الله بن حوالة الأزدي: قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئًا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال:((اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم)).
هذا الحديث أيضًا يدل على إبطال عقيدة المتصوفة في زعمهم التصرف في الكون لغير الله، فإنه صريح، ونص على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك نفعًا ولا ضرًا، وأنه عاجز عن حفظ نفسه، فكيف يملك حفظ غيره؟ !
كما دل الحديث على أن حفظ الخلق صفة خاصة بالله تعالى.
الحديث الثالث: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم،