للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثا لكونه حديث نفس يثمر غالبا قولا وفعلا غير مطابق للواقع.

[البحث]

هذا طرف من حديث أخرجه البخارى من طريق همام بن منبه عن أبى هريرة عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا وكونوا عباد اللَّه إخوانا" وأورده من طريق مالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة رضى اللَّه عنه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا" وأورده مسلم من طريق مالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا" قال الحافظ فى الفتح: (قوله: إياكم والظن) قال الخطابى وغيره: ليس المراد ترك العمل بالظن الذى تناط به الأحكام غالبا، بل المراد ترك تحقيق الظن الذى يضر بالمظنون به. وكذا ما يقع فى القلب بغير دليل، وذلك أن أوائل الظنون إنما هى خواطر لا يمكن دفعها وما لا يقدر عليه لا يكلف به، ويؤيده حديث: تجاوز اللَّه للأمة عما حدثت به أنفسها" وقد تقدم شرحه. وقال القرطبى: المراد بالظن هنا التهمة التى لا سبب لها كمن يتهم رجلا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها، ولذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>