٨ - وعن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" متفق عليه.
[المفردات]
إياكم والظن: أى احذروا الظن، والمراد ظن السوء بالمسلم من غير برهان، واتهامه بلا بينة، وأصل الظن هو التردد الراجح بين طرفى الاعتقاد الغير الجازم، والظِّنة بكسر الظاء هى التهمة. والظَّنين المتهم.
فإن الظن أكذب الحديث: قال الحافظ فى الفتح: وأما وصف الظن بكونه أكذب الحديث مع أن تعمد الكذب الذى لا يستند إلى ظن أصلا أشد من الأمر الذى يستند إلى الظن فللإشارة إلى أن الظن المنهى عنه هو الذى لا يستند إلى شئ يجوز الاعتماد عليه، فيعتمد عليه ويجعل أصلا ويجزم به فيكون الجازم به كاذبا، وإنما صار أشد من الكاذب لأن الكذب فى أصله مستقبح مستغنى عن ذمه بخلاف هذا فإن صاحبه -بزعمه- مستند إلى شئ، فوصف بكونه أشد الكذب مبالغة فى ذمه والتنفير منه، وإشارة إلى أن الاغترار به أكثر من الكذب المحض لخفائه غالبا ووضوح الكذب المحض اهـ وسمى الظن