المقصود من هذا الحديث هو حماية عِرْض المسلم وظهره وصيانته من الاعتداء عليه، وقد يطلق لفظ الكفر ويراد به جحود النعمة فقد روى البخارى ومسلم من حديث ابن عباس رضى اللَّه عنهما قال: قال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُريتُ النار فإذا أكثر أهلها النساء، يَكْفُرْنَ" قيل: أيكفرن باللَّه؟ قال:"يكفرن العشير ويكفرن الإِحسانَ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط" وقد أطلق اللَّه تبارك وتعالى على الطائفتين المتقاتلتين من المسلمين اسم المؤمنين فقال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} ثم قال: {فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وسيأتى مزيد بحث لهذا عند الكلام على الحديث العشرين من أحاديث هذا الباب إن شاء اللَّه تعالى.
[ما يفيده الحديث]
١ - التحذير الشديد من سب المسلم.
٢ - التحذير الشديد من قتال المسلم.
٣ - أن سب المسلم كبيرة من الكبائر.
٤ - وأن استحلال قتل المسلم خروج من الملة.
٥ - وأن مقاتلة المسلم جحود لحق الإِخوة فى الإسلام.