قالا: ثنا محمد بن موسى الحَرَشي ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخَزّاز ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أنّ اليهود جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم: كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك. فأنزل الله -عز وجل- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ} فيخرج منه {وَلَمْ يُولَدْ}[الإخلاص: ٣] فيخرج من شيء {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} [الإخلاص: ٤] ولا شبه. فقال "هذه صفة ربي -عز وجل- وتقدس علوا كثيرا" اللفظ للبيهقي.
وإسناده ضعيف لضعف الخزاز، قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: يروي عن داود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات، وهو مضطرب الحديث، وليس ممن يحتج به.
والحرشي مختلف فيه.
٤٠٣٧ - عن عليّ قال: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة فقال "هذه عرفه وهو الموقف" فذكر الحديث وفيه: ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر فقال "هذا المنحر، وكل مني منحر" واستفتته، وفي رواية عبد الله: ثم جاءته جارية شابة من خثعم فقالت: إنّ أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال "حجي عن أبيك" قال: ولوى عنق الفضل، فقال العباس: يا رسول الله لويت عنق ابن عمك، قال "رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان"
قال الحافظ: وقع عند الترمذي وأحمد وابنه عبد الله والطبري من حديث عليّ مما يدل على أنّ السؤال المذكور وقع عند المنحر بعد الفراغ من الرمي، وأنّ العباس كان شاهدا، ولفظ أحمد عندهم من طريق عبيد الله بن أبي رافع عن عليّ قال: فذكره. وظاهر هذا أنّ العباس كان حاضرا لذلك فلا مانع أن يكون ابنه عبد الله أيضا كان معه.
ووقع في رواية الطبري في حديث علي: وكان الفضل غلاما جميلا فإذا جاءت الجارية من هذا الشق صرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجه الفضل إلى الشق الآخر، فإذا جاءت إلى الشق الآخر صرف وجهه عنه، وقال في آخره "رأيت غلاما حدثا وجارية حدثة فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان"(١)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف"
(١) ٤/ ٤٣٨ و ٤٣٩ (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة)