حسان، وهذا الوهم من حسان، فكأنّ حسان حدّث مرتين: مرة على الصواب فقال: عن أبي سفيان، ومرة قال: ثنا سعيد بن مسروق كما رواه الحوضي، وقد رواه حبان بن هلال أيضا فقال: عن سعيد بن مسروق.
فقد اتفق حبان والحوضي فرويا عن حسان عن سعيد بن مسروق على الخطأ، وابن صاعد لم يقع عنه إلا من رواية الحوضي عن حسان فظنّ أنّ الخطأ من الحوضي، وإنما الخطأ من حسان، وقد حدّث به مرتين: مرّة خطأ ومرة صوابا، فالخطأ ما ذكرته عن حبان والحوضي عنه، والصواب ما رواه عبيد الله العيشي عن حسان بن إبراهيم عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد"
وقال البيهقي: تفرد به أبو عمر الضرير هكذا فيما زعم ابن صاعد وكثير من الحفاظ، وقد تابعه عليه حبان بن هلال عن حسان، فحسان هو الذي تفرد به"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد إلا حسان، تفرد به أبو عمر الضرير"
كذا قال، وقد توبع كما تقدم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه"
كذا قال، ولم يذكر علته، وقد قال الدارقطني في "العلل" (١١/ ٣٢٣): وسعيد بن مسروق لا يحدث عن أبي نضرة، ولعل حسان حدثهم عن أبي سفيان، فتوهم من سمعه منه أنّه أبو سفيان الثوري سعيد بن مسروق"
قلت: الصحيح أنّه عن أبي سفيان طريف بن شهاب، وهو ضعيف كما تقدم، ولم يخرج له مسلم شيئا.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في"الكبير" (١١٣٦٩) و"الأوسط" (٩٢٦٣) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان بن يحيى ثنا نافع مولى يوسف السلمي عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا نافع، ولا عن نافع إلا سعدان بن يحيى، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه نافع مولى يوسف السلمي وهو أبو هرمز ضعيف ذاهب الحديث" المجمع ٢/ ١٠٤
وقال الحافظ: إسناده واه" الدراية ١/ ١٢٧
وأما حديث عبد الله بن زيد فأخرجه الحارث (١٦٩) عن محمد بن عمر الواقدي