للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنه عاش سبع مائة سنة (١).

وقد رآه النبي عليه السلام قبل (٢) بعثه بسوق عكاظ على جمل أورق وهو يعظ الناس وهو (٣) يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا من عاش مات (٤)، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تغور، وبحور (٥) تهور (٦)، أما بعد: فإن في السماء لخبرًا، وإن في الأرض لعبرًا [مالي] (٧) أرى الناس يموتون ولا يرجعون (٨)، أرضوا بالإقامة فأقاموا (٩)؟ أم تركوا كما هم فناموا؟ أقسم بالله قس، قسمًا لا يخاف فيه حنثًا ولا إثمًا، أن لله دينًا أرضى من دينكم (١٠).

وأما العامل في هذا الظرف الذي هو "بعد" فهو محذوف، وهو: صفة مبتدأ محذوف تقديره: أما القول المقول بعد ما تقدم ذكره: (فإِن هذا كتاب)، وخبر هذا المبتدأ المحذوف هو: جواب "أما" الذي في قوله: (فإِن هذا


(١) انظر هذا القول وغيره من الأقوال في: خزانة الأدب للبغدادي ٢/ ٩١.
(٢) "قبل" ساقطة من ز.
(٣) "هو" ساقطة من ز.
(٤) "مات" ساقطة من ط.
(٥) في ز: "وبحار".
(٦) في ط: "تمور".
(٧) المثبت من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(٨) في ط: "فلا".
(٩) المثبت من ط، وفي الأصل وز: "فقاموا".
(١٠) وردت هذه الخطبة بلفظ نحو هذا في: صبح الأعشى للقلقشندي ١/ ٢١٢، الأغاني ١٤/ ٤٢، البيان والتبيين للجاحظ ١/ ١٦٨، العقد الفريد لابن عبد ربه ٤/ ١٢٨.