للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويضرب به المثل في البلاغة، وهو القائل:

لقد علم الحي اليمانون أنني ... إذا قلت أما بعد أني خطيبها (١)

وقيل: أول من قالها: قس بن ساعدة الإيادي (٢).

وهو: أول من كتب من فلان إلى فلان، وهو: أول من خطب بعصا، وهو أول من أقر (٣) بالبعث من غير (٤) سماع، وكان يضرب به المثل في ذكاء


= فما زالت تلك حالته حتى أشار إليه معاوية بيده، فقال سحبان: لا تقطع كلامي، فقال معاوية: الصلاة، فقال: هي أمامك، ونحن في صلاة وتحميد ووعد ووعيد، فقال معاوية: أنت أخطب العرب، فقال سحبان: والعجم والإنس والجن، توفي سنة ٥٤ هـ.
انظر ترجمته في: تهذيب ابن عساكر ٦/ ٧٦، خزانة الأدب للبغدادي ٤/ ٣٤٦.
(١) ذكر هذا البيت البغدادي في خزانة الأدب ونسبه إلى سحبان وائل، والشاهد في هذا البيت: قول سحبان: إذا قلت: أما بعد، وهي كلمة يبتدئ بها كثير من الخطباء والكتّاب كلامهم، كأنهم يستدعون بها الإصغاء لما يقولونه، ولذلك فخر بها سحبان في هذا البيت، وكثيرًا ما تأتي عقب الحمد لله، وتسمى حينئذ: فصل الخطاب، كأنها فصلت بين الكلام الأوّل والثاني، وتأتي عقب البسملة، وتأتي ابتداء كأنها عقب الفكر والروية.
انظر: خزانة الأدب ٤/ ٣٤٦، ٣٤٧، تهذيب ابن عساكر ٦/ ٦٧.
(٢) هو قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك الإيادي، وإياد حي من معد بن عدنان.
وهو خطيب العرب وشاعرها وحليمها، وحكيمها في عصره، يقال: إنه أول من علا شرفًا، وخطب عليه، وأول من قال في كلامه: أما بعد. أدركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة ورآه بعكاظ يخطب، توفي قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو من المعمرين.
انظر ترجمته في: خزانة الأدب للبغدادي ٢/ ٨٩ - ٩١، الأغاني ١٤/ ٤٠ - ٤٢، البيان والتبيين للجاحظ ١/ ٢٧ - ٣١.
(٣) في ط: "قد".
(٤) في ز: "في الجاهلية من غير سماع".