- الدليل من الكتاب: ١ - قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: ٢٦]. ٢ - وقوله: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب: ٥٣]. - الدليل من السنة: ١ - حديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - مرفوعاً: " ... وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه". رواه البخاري رقم (٦٦)، ومسلم رقم (٢١٧٦). ٢ - حديث سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين". رواه الترمذي، واللفظ له، وأبو داود، وأحمد، والحاكم. انظر: "جامع الأصول" (٢١١٨)، و"صحيح الجامع" (١٧٥٧). وممَّن أثبت صفة الاستحياء من السلف الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي، فيما نقله عنه شيخ الإسلام في "الفتاوى" (٤/ ١٨١) موافقاً له. وقال ابن القيم في "النونية" (٢/ ٨٠): "وَهُوَ الحَيِيُّ فَلَيْسَ يفْضَحُ عَبْدَهُ ... عِنْدَ التَّجَاهُر مِنْهُ بِالعِصْيَانِ لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ ... فَهُوَ السِّتِّيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ" قال الهراس: "وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين الذي هو تغير وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يعاب أو يذم، بل هو ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه، فالعبد يجاهره بالمعصية مع أنه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه ويستعين بنعمه على معصيته, ولكن الرب سبحانه مع كمال غناه وتمام قدرته عليه يستحي من هتك ستره وفضيحته, فيستره بما يهيئه له من أسباب الستر، ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر" اهـ. (٢) السَّتر: صفة فعلية لله عز وجل ثابتة بالسنة الصحيحة. والسَّتِيْر: من أسمائه تعالى. =