للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرفناه، فكيف نصلي عليك .. الحديث. ومعنى قولنا: "السلام عليك" (١) الدعاء، أي: سلمت من المكاره، وقيل غير ذلك. وإنما قال النبي وهو أعم، ولم يقل الرسول وهو أخص؛ للإشارة إلى أنه إذا استحق السلام عليه، وهو متصف بصفة النبوة، فبالأولى مع اتصافه بصفة الرسالة التي هي جزء من النبوة جزء من مسماها.

وقيل: لأنه يأتي وصفه بالرسالة في الشهادة، وقدم الأعم على الأخص.

"ورحمة الله": إحسانه.

"وبركاته": زيادته من كل خير.

"السلام علينا" (٢): أخذ منه البداية بالنفس عند الدعاء. [٤٥ ب].

وفي "سنن الترمذي" (٣): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كان إذا دعا لأحد بدأ بنفسه".

قلت: ويرشد إليه قول نوح: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} (٤) الآية. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} (٥).

ويدل حديث: "ابدأ بنفسك" (٦) فإنه عام لكل شيء.


(١) قال البيضاوي: علمهم أن يفردوه - صلى الله عليه وسلم - بالذكر لشرفه ومزيد حقه عليهم، ثم علَّمهم أن يخصوا أنفسهم؛ لأن الاهتمام بها أهم، ثم أمرهم بتعميم السلام على الصالحين إعلاماً منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملاً لهم. ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣١٣).
(٢) انظر التعليقة المتقدمة.
(٣) في "السنن" رقم (٣٣٨٥)، وهو حديث صحيح، وقد تقدم.
(٤) سورة نوح الآية (٢٨).
(٥) سورة الحشر الآية (١٠).
(٦) تقدم، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>