للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الذي لا جلال ولا كمال (١) إلا وهو له، ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي صادرة منه، فالجلالة له في ذاته، والكرامة ما يصدر منه على خلقه، وفنون إكرامه خلقه لا تكاد تنحصر ولا تتناهى، وعليه دل قوله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (٢) وهذا بالنسبة عليهم، وإلا فكرامته على كل مخلوق من حيوان وجماد.

قوله: "المقسط" (٣) هو من أقسط، وهو (٤) الذي ينتصف للمظلوم من الظالم، وكماله أن يضيف إلى إنصاف المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف ولا يقدر عليه إلا الله.

ومثاله: ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال - الراوي (٥) -: "بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، ما الذي أضحكك؟ قال:


= انظر: "شرح نونية ابن القيم" (٢/ ٦٤)، "اشتقاق أسماء الله الحسنى" للزجاجي (ص ٢٠١)، "المنهاج" للحليمي (١/ ٢١٠).
(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٥١ - ١٥٢).
(٢) سورة الإسراء: ٧٠.
(٣) قال القرطبي في "الأسنى" (١/ ٤٤٦): ومنها المقسط جلّ جلاله وتقدست أسماؤه، لم يرد به القرآن فعلاً ولا اسماً، وورد فيه إشارة إليه، قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ (١٨)} [آل عمران: ١٨].
والقائم بالقسط هو المقسط.
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢)} [المائدة: ٤٢].
انظر: "شأن الدعاء" (ص ٩٢)، "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج (٦٢ - ٦٣).
(٤) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٥٢ - ١٥٣).
(٥) وهو أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>