للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسبحان من احتجب عن الخلق بنوره، وخفي عنهم لشدة ظهوره.

قوله: "البَر" (١) هو المحسن، والبر (٢) المطلق هو الذي منه كل مبرة وإحسان.

والعبد إنما يكون براً بقدر ما يتعاطاه من البر لا سيما بوالديه وشيوخه، وبفضل الله وبره وإحسانه إلى خلقه من الإيجاد من العدم، وإدرار النعم لا تطيقه عبارة ولا تغني عنه إشارة.

قوله: "المنتقم" (٣):


= وأذواقه يقول: أستغفر الله من علمي ومن عملي، أي: من انتسابي إليهما، وغيبتي بهما عن فضل من ذكرني بهما، وابتدأني بإعطائهما من غير تقدم سبب مني يوجب ذلك.
(١) البر: يوصف الله - عز وجل - بالبر، وذلك من اسمه (البر) الثابت له بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨)} [الطور: ٢٨].
الدليل من السنة:
ما أخرجه البخاري رقم (٢٧٠٣)، ومسلم رقم (١٦٧٥) من حديث أنس - رضي الله عنه -: "إن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله أبره".
قال ابن جرير في "جامع البيان" (٢٧/ ١٨): "إنه البر، يعني: اللطيف بعباده.
وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٨٩ - ٩٠): البر: هو العطوف على عباده المحسن إليهم، عمّ بره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه. وهو البر بالمحسن في مضاعفته الثواب له، والبر بالمسيء في الصفح، والتجاوز عنه.
انظر: "الأسماء والصفات" (ص ٧١)، "المنهاج" (١/ ٢٠٤)، "فتح الباري" (١٠/ ٥٠٨).
(٢) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٤٨).
(٣) ليس المنتقم من أسماء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>