للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وَاتَّئدُوا" (١) أمر بالتأتي والتثبت في الأمر "وَالرَّهْطُ" (٢) الجماعةُ من الرجال دون العشرة، "وَالفَيء" (٣) ما أخذ من كافر بلا قتال "الِاسْتِئْثَارُ" (٤) الاستبداد بالشيء والانفراد به.

قوله: "فقالا: نعم" قال المازري (٥): وأما الاعتذار عن علي والعباس وترددهما إلى الخليفتين مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نورث ما [٧٧ ب] تركنا صدقة"، وتقرير عمر عليهما أنهما يعلمان ذلك، فأمثل ما قيل فيه أنهما طلبا أن يقسمها بينهما نصفين فكره عمر أن يوقع عليها اسم القسمة لئلا يظن بذلك مع تطاول الزمان أنها ميراث، وأنهما ورثاها لا سيما وقسم الميراث بين العم والبنت نصفان، فيلتبس ذلك ويظن أنهم يملكون ذلك، ويدل لما قلنا قول أبي داود: لما صارت الخلافة إلى عليّ - عليه السلام - لم يغيرها عن كونها صدقة.

قال (٦): وبنحو هذا احتج السفاح فإنه لما خطب أول خطبة قام إليه رجل معلق في عنقه المصحف فقال: أنشدك الله إلا حكمت بيني وبين خصمي بهذا المصحف قال: من هو خصمك؟ قال: أبو بكر في منعه فدك، قال: أظلمك؟ قال: نعم، قال: فمن بعده؟ قال: عمر، قال: أظلمك؟ قال: نعم، ثم ذكر عثمان ثم قال: فمن بعده؟ قال: علي، قال: أظلمك؟ فسكت الرجل فأغلظ له السفاح. انتهى.

وذكر الخطابي (٧): أن الرجل من آل أبي طالب وأن السفاح (٨) قال له: والله الذي لا إله إلا هو لولا أنه أول مقام قمته وأني لم أكن بعذر إليك في مثل هذا لأخذت الذي فيه عيناك،


(١) "المجموع المغيث" (١/ ٢١٣)، "النهاية في غريب الحديث" (١/ ١٧٩).
(٢) تقدم توضيحه.
(٣) تقدم توضيحه.
(٤) "الفائق" للزمخشري (١/ ٢٣). "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٣٧).
(٥) في "المعلم بفوائد مسلم" (٣/ ١٧ - ١٨).
(٦) أي المازري في "المعلم" (٣/ ١٧ - ١٨).
(٧) في "معالم السنن" (٣/ ٣٦٩).
(٨) هو أبو العباس السفاح كما ذكره الخطابي في "معالم السنن" (٣/ ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>