للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن بطال (١): لأن المستمع أقوى على التدبر ونفسه أجلى وأبسط لذلك من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها.

قال النووي (٢): وفيه استحباب طلب القراءة من الحافظ للاستماع؛ لأن الاستماع أنفع في التدبر والتفهم، وفيه تواضع أهل العلم والفضل ولو مع اتباعهم.

قوله: "فإذا عيناه تذرفان".

قال النووي (٣): البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين، وشعار الصالحين.

قال الغزالي (٣): يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم ينظر ببصيرة في ذلك فإن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك [٤٥٦/ ب] فإنه من المصائب، قال ابن بطال (٤): إنما بكى - صلى الله عليه وسلم - عند تلاوة هذه الآية؛ لأنه مثل بنفسه أهوال القيامة وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بالتصديق وسؤاله الشفاعة لأهل الموقف، وهو أمر يحق له البكاء. انتهى.

والذي يظهر أنه بكاء رحمة لأمته؛ لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم، وعملهم قد لا يكون مستقيماً فقد يُفضي إلى تعذيبهم، قاله في "فتح الباري" (٥).


(١) في شرحه لصحيح البخاري (١٠/ ٢٧٧ - ٢٧٨).
(٢) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ٨٨).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٩/ ٩٨).
(٤) في شرحه لصحيح البخاري (١٠/ ٢٨١)
(٥) (٩/ ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>