للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحاصل أن الأولى قتل الساحر؛ لعمل جمع من مشاهير الصحابة، وعمل الناس به في خلافة عمر من غير نكير، والله أعلم (١).

قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: " السحرة يجب قتلهم، سواء قلنا بكفرهم أم لا، لعظم ضررهم وفضاعة أمرهم، فالقول بقتل السحرة موافق للقواعد، لأنهم يسعون في الأرض فساداً وفسادهم من أعظم الفساد" (٢). أ. هـ.

هـ - حكم حل السحر بسحر مثله:

يبين الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - حكم حل السحر بسحر مثله، فيقول: " لا يجوز الذهاب إلى الساحر من أجل أن يحل السحر الذي يجده بسحر مثله؛ لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن له، أو سحر أو سحر له) (٣)، ولحديث جابر {قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) (٤)،

والنشرة:


(١) ينظر: فتح المجيد (٢/ ٤٧٤)، المقنع مع الشرح الكبير والإنصاف (٢٧/ ١٨٥ - ١٨٧)، والمغني (١٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣) الكافي (٥/ ٣٣٢ - ٣٣٣)، الإقناع (٤/ ٣٠٠)، الممتع شرح المقنع (٥/ ٧٩٢ - ٧٩٣)، التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح للشوكاني (٣/ ١٢٤٢)، منتهى الإرادات مع حاشية النجدي (٥/ ١٧٤)، الدين الخالص (٢/ ٣٢٢ - ٣٢٣)، شرح الطحاوية (ص ٧٦٤)، المسائل العقدية في فيض القدير (ص ٣٤٤).
(٢) المجموع الثمين (٢/ ١٣٣).
(٣) أخرجه الطبراني عن عمران بن حصين في المعجم الكبير برقم (١٤٧٧٠)، قال: المناوي: إسناده جيد، وأخرجه البزار في البحر الزاخر بمسند البزار برقم (٣٠٤٨). قال الألباني - رحمه الله -، السلسلة الصحيحة (٦/ ٣١٠): " أخرجه البزار وقال: " قد روي بعضه من غير وجه، فأما بتمامه ولفظه فلا نعلمه إلا عن عمران بهذا الطريق، وأبو حمزة بصري لا بأس به ". وقال المنذري (٤/ ٥٢): " رواه البزار بإسناد جيد، ورواه الطبراني من حديث ابن عباس دون قوله: " ومن أتى ... " إلخ، بإسناد حسن ". كذا قال، وهو مردود بضعف زمعة، إلا أن يعني أنه حسن لغيره، فنعم. وقال الهيثمي: " رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع، وهو ثقة". قلت: نعم، ولكن الحسن - وهو البصري - مدلس وقد عنعنه، فهو جيد بحديث الترجمة، وأما قوله: " ومن أتى ... "، فله شواهد كثيرة، وبعض أسانيدها صحيح، وهي مخرجة في " الإرواء " (٢٠٦٦)، ومع ذلك فقد ضعفه الجاني على السنة في تعليقه على " إغاثة اللهفان " (١/ ٣٥٩) متجاهلا إسناده الصحيح".
(٤) أخرجه الإمام أحمد برقم (١٣٧٢١)، وأبو داود في كتاب الطب باب في النشرة برقم (٣٨٦٨)، والبيهقي في كتاب الضحايا باب النشرة (٩/ ٣٥١). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣/ ٣٩٣ - ٣٩٤) ..

<<  <   >  >>