قلنا: ورواية الشافعي التي عند المصنف في "الأم" له ٥/ ٢٦٨، ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (٦٩٤٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٢٩٢، وفي "معرفة السنن" (٢٠٤٩٤)، وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" ص ٢٩١ - ٢٩٢. وقال البيهقي عقبه في "المعرفة": كذا رواه الشافعي عن محمد بن الحسن الفقيه عن أبي يوسف القاضي، وكأنه رواه محمدُ بن الحسن للشافعي من حفظه، فنزل عن ذكر عبيد الله بن عمر في إسناده. وقد رواه محمد بن الحسن في كتاب "الولاء" عن أبي يوسف، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ باللفظ الذي رواه الشافعي عنه، وهذا اللفظ بهذا الإسناد غير محفوظ، ورواية الجماعة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن النبي ﷺ نهى عن بيع الولاء وعن هبته. وأخرجه ابن حبان (٤٩٥٠) عن أبي يعلى عن بشر بن الوليد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: "الولاء لحمة كلحمة النسب، لا يباع ولا يوهب". فذكر فيه عبيد الله بن عمر، وبشر بن الوليد مختلف فيه كما في ترجمته من "اللسان" لابن حجر. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" ٦/ ٨ من طريق غسان بن عبيد، عن شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنَّ النبي ﷺ قال: "الولاء لحمة كالنسب لا يباع ولا يوهب". وغسان بين عبيد مختلف فيه أيضًا، وقد تفرد من بين أصحاب شعبة بذكره بهذا اللفظ، والمحفوظ عن شعبة أنه كرواية الجماعة عن ابن دينار، أخرج روايته أحمد ٩/ (٥٤٩٦) و ١٠/ (٥٨٥٠)، والبخاري (٢٥٣٥)، ومسلم (١٥٠٦)، وأبو داود (٢٩١٩)، وابن ماجه (٢٧٤٧)، والترمذي (١٢٣٦)، والنسائي (٦٢١٠) و (٦٣٨١)، وابن حبان (٤٩٤٨) وغيرهم من طرق عنه. وأخرجه البيهقي في "السنن" ١٠/ ٢٩٣ من طريق الطبراني، عن يحيى بن عبد الباقي الأذني، عن أبي عمير بن النحاس - وهو عيسى بن محمد بن إسحاق - عن ضمرة، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "الولاء لحمة كلحمة النسب، لا يباع ولا يوهب". وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلَّا ضمرة. قلنا: ضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني، وهو ثقة، لكن قال البيهقي: قد رواه إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي (وقد سلفت هذه الرواية عند المصنف برقم: ٢٨٨٧ م) عن ضمرة كما رواه الجماعة: نهى عن بيع الولاء وعن هبته، فكأن الخطأ وقع من غيره، والله أعلم. قلنا فيكون الخلاف في لفظه بين عيسى أبي عمير وبين إبراهيم بن محمد الفريابي وهو صدوق حسن الحديث، وروايته أَولى بالقبول =