واختلفوا في عبد الله بن عبيد الذي يروي عنه داود بن أبي هند من هو، فعدّه البخاريُّ وابنُ أبي حاتمٍ الأنصاريَّ، وهذا مجهول، وسمّاه الثوري وحمادٌ: عبدَ الله بن عبيد بن عمير، وفي رواية الثَّوري عند البيهقي نسبه إلى الأنصار، ووقع في رواية ابن جريج: عبد الله يعني ابن عبيد بن عمير، ورجّح الخطيب في "موضح الأوهام": أنَّ عبد الله بن عبيد هذا هو ابن عمير اللَّيثي، وهذا ثقة معروف. وأخرجه أبو طاهر المُخلِّص في "المخلصيات" (٢٨٣٦) عن عبد الله بن محمد البغوي، عن عبد الأعلى بن حماد بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (٣٦٢) - ومن طريقه البيهقي ٦/ ٢٥٩ - عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة به. ولفظه: "ولد الملاعنة عصبتُه عصبةَ أمه"، وقال البيهقي: منقطع. وأخرج عبد الرزاق (١٢٤٧٧)، وابن أبي شيبة ١٠/ ١٧٠ و ٣٣٩/ ١١، والدارمي (٣٠٠٢)، والبيهقي ٦/ ٢٥٩، والخطيب في "موضح الأوهام" ١/ ١٣٦ و ١٣٦ - ١٣٧ من طريق سفيان الثوري، عن داود بن أبي هند، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: كتبتُ إلي أخ لي في بني زريق: لمن قضي رسول الله ﷺ بابن الملاعنة؟ فكتب إلي: أنَّ رسول الله ﷺ قضى به لأمّه، هي بمنزلة أبيه ومنزلة أمّه. وأخرجه عبد الرزاق (١٢٤٧٦) عن ابن جريج عن داود عن عبد الله يعني ابن عبيد بن عمير قال: كتبتُ إلى رجل من بني زريق من أهل المدينة يسأل عن ابن الملاعنة من يرثه؟ فكتب إليّ: أنه سأل فاجتمعوا على أن النبي ﷺ قضى به للأم، وجعلها بمنزلة أبيه وأمه. فدلّت هذه الرواية على أن الرجل الزرقي المبهَم لم يسمعه من النبي ﷺ، وإنما سأل عن ذلك أهل المدينة. وقد جاء في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنَّ صاحب قصة الملاعنة كان زُرقيًا، فيما رواه النسائي (٦٣٢٨) وغيره. (١) إسناده حسن من أجل سماك، وهو - وإن كان في بعض رواياته عن عكرمة اضطراب - متابع. =