ومن القواعد التربوية المحصِّنةِ للمجلس من آفة تبذير الوقت، أو إغراقه بدراسة الوسائل دون الغايات، أو بالخلافيات والجدل العقيم: الاعتمادُ على توزيعٍ متوازنٍ للوقت بين سائر مواد المجلس، على حسب أهميتها، بدءًا من التلاوة حتى التدارس فالتدبر؛ بصورة تعطي لكل مادةٍ حقَّها دون أن تطغى على غيرها.
ويمكن أن يكون ذلك بصور شتى، فالعبرةُ إنما هي بالنتيجة، وهي: الوصول بالقلوب إلى الدخول الذاتي في جمال القرآن تدارسًا وتدبرًا؛ لتحصيل التزكية، ومن هنا وجب أن يتحلى الْمُسَيِّرُ بالمرونة - وبالدقة أيضًا - ويوازن بين الوسائل والغايات في تنظيم الوقت؛ لتحقيق هذا الهدف النبيل!
١١ - أن يُعْتَمَدَ تفسيرٌ مختَصَرٌ من ذلك كله، مما تلقته الأمة بالقبول وأجمع على صحته السَّلَفُ والخَلَفُ.
١٢ - يُقْرَأ القرآنُ أولًا! مما هو مقصود بالتدارس لذلك المجلس، ويمكن أن تُتَداولَ التلاوةُ بين جميع الحضور أو بين أغلبهم، كما يمكن أن يُكْتَفَى بتلاوة أحدهم فقط، حسب ظروف المجتمعين.
١٣ - فإذا تمت حصَّة التلاوة والاستماع والإنصات إلى كتاب الله، كما يليق بكلام الله؛ فليشرع في قراءة خلاصة التفسير قراءةً مسموعة هادئة مفصَّلَةً؛ حتى يستوعب أهلُ المجلس مقاصدَ الكلام ومراميه، ثم يُشْرَع بعد ذلك في تدارس الخطاب القرآني من خلال ما تَحَصَّلَ في الذهن من معانٍ إجمالية للآيات.
وللدخول العملي في التدارس يحسن اتباع الخطوات المنهجية الآتية:
١٤ - تَنَاوُلُ قَدرٍ قليل من الآيات يُشَكِّلُ معنى يحسُن السكوت عليه، والوقوف عنده.