للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦ - مبادرة أحد الجلساء من أهل العلم أو أهل الحلم؛ لتسيير المجلس.

فلا بد لمجلس الخير من شخص ينظم سيره، ويرتب أولوياته؛ تجنبًا للفوضى والارتجال، أو الانزلاق إلى غير أهداف مجالس القرآن العظيم! وقد يكون هذا المسيِّر من أهل العلم، أو من أهل الصلاح والورع عمومًا.

٧ - أن يعمد إلى إشراك الجميع في عملية التدارس والتدبر، فالتدارس مشاركة كما تدل عليه صيغة (التفاعل) من عبارته.

ومن القواعد التربوية المساعدة على إشراك الجميع: الْحِرْصُ على عدم استفحال عدد الجلساء؛ حتى لا يكون جمهورًا غفيرًا! إذْ هنالك وجب أن يُولَدَ مجلسٌ قرآني جديد! فرع عن الأول؛ لأن الجمهور الكثير يصلح للمحاضرةُ، أو الخطبةُ، أو الدَّرْسُ؛ لا (التَّدارُسُ)! فهذا إنما هو خاصٌ بِالْحِلَقِ كما تبين في النصوص السابقة! والحَلَقَةُ لا يتصور انعقادها إلا بأعداد معقولة.

٨ - تجنيب الجلساء الدخولَ في الجَدَلِ العقيم! فما أهلكَ كثيرًا من الناس إلا الجدلُ!

٩ - الإعراض عن اللغو من القول والابتعاد عنه مطلقا، والتنزه عن سَفَاسِفِ الكلام، فلا ينبغي أن يخالط مجلسَ التدارس إلا ما كان من قبيل العلم، والذِّكر، والتدبر، والتفكر، والاعتبار.

وإلا أفسد الشيطان عليك مجلسَك وعبادتَك! فاستعذ بالله منه، واترك لغو الحديث! وتفرغ لذكر الله وحده! وإذا بدر شيء من ذلك من أحد جلسائك فنبهه بأدب وحكمة.

١٠ - تحديد أهداف المجلس من التدارس، والتذكير بذلك من حين لآخر. وهو تحصيل التزكية للقلب بكتاب الله تعالى، والتخلق بأخلاق القرآن العظيم، من خلال مسالك التَّدَبُّر والتفكر.

<<  <   >  >>