للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسواء كان سقط عمداً أو خطأً فإن صورته صورة التدليس، لكن يكون أصل صيغة الرواية بالعنعنة بين كثير، وجعفر بن برقان، إن كان الإسقاط عمداً، فأبدلت خطأ بصيغة تحديث، لأن كثير بن هشام لم يوصف بتدليس، وهو من أروى الناس عن جعفر بن برقان (١)، ولهذا ذكرت المثال هنا، وإن كان الإسقاط وقع خطأ فالقائل: حدثنا جعفر بن برقان هو عيسى بن إبراهيم، وقد سقط من الإسناد.

وسئل أحمد عن حديث هشيم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: " الإمام ضامن ... " وقول هشيم عن الأعمش فيه: حدثنا أبوصالح (٢)، فقال أحمد: "لم يسمعه هشيم من الأعمش" (٣).

يشير أحمد إلى خطأ التصريح بالتحديث، وأن هشيماً دلسه عن الأعمش، ولم يسمعه منه، فيحتمل أنه أسقط ضعيفاً عليه عهدة تصريح الأعمش بالتحديث، وكان أحمد يذهب إلى أن الأعمش لم يسمع هذا الحديث من أبي صالح.

وروى سفيان بن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسان ابن بلال، عن عمار، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديث (تخليل اللحية)،


(١) "معرفة الثقات" ٢: ٢٢٦، وانظر: "تهذيب التهذيب" ٢: ١٠٧، و"النكت الظراف" ٨: ١١١.
(٢). أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" حديث (٢١٨٧) من طريق سريج بن النعمان، عن هشيم به.
(٣) "مسائل أبي داود" ص ٣٨٩.

<<  <   >  >>