للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين السادسة والعاشرة كان له مكان في المدرسة. أما التعليم الثانوي والعالي فقد وجد الفرنسيون له في قسنطينة سبع مدارس (١).

أما في العاصمة فالأقوال متضاربة حول عدد المدارس الابتدائية والثانوية - العالية. ويبدو أن هذا التضارب يعود أساسا إلى أن بعضهم كان يدخل الزوايا والمساجد في عداد المدارس والبعض لا يفعل ذلك. وقد رأينا منذ قليل حكم ديبارادي في الموضوع. وكان الرحالة المسلمون الذين زاروا الجزائر مهتمين غالبا بالمؤسسات التي يؤمونها هم كالجوامع والزوايا والمدارس العالية وقلما كانوا يتحدثون عن المدارس الابتدائية. وذلك ما فعله التمغروطي وابن زاكور والجامعي وغيرهم. وقد لاحظ أبو راس، الذي زار مدينة الجزائر سنة ١٢١٤ وجود المدرسة القشاشية وأشاد بها على أساس أنها مركز للتعليم الثانوي والعالي. وتحدث ابن حمادوش، وهو من أبناء مدينة الجزائر، عن مدرسة الجامع الكبير التي نزل بها أحمد الورززي سنة ١١٥٩. وذكر السيد بانانتي أوائل القرن الثالث عشر (١٩ م) أنه كان في مدينة الجزائر في وقته ثلاث مدارس عامة (٢). وعند دخول الفرنسيين كان بها حوالي مائة مدرسة بين ابتدائية وغيرها (٣).

وكانت أقل وحدة للتعليم الابتدائي هي الكتاب (جمع كتاتيب) أو المكتب كما يسمى أحيانا. وكان يطلق عليه، ولا سيما في العاصمة، اسم (مسيد) وهو بدون شك محرف من تصغير كلمة مسجد. ذلك أن الكتاب، المخصص عادة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم مبادئ القراءة والكتابة


(١) نوشي (الكرامات التونسية) ١٩٥٥، ٣٨٦. وقد ذكر ايمريت (مجلة التاريخ الحديث والمعاصر)، ١٩٥٤، ٢٠٢. أن عدد المدارس الابتدائية في قسنطينة سنة ١٨٣٧ (سنة دخول الفرنسيين لهذه المدينة) قد بلغ ستا وثمانين مدرسة. وتؤكد وثيقة وطنية تعود إلى سنة ١٠٠٦ أن عدد مدارس قسنطينة الثانوية والعالية كانت عندئذ سبع مدارس أيضا.
(٢) بانانتي ١١٤.
(٣) بولسكي (العلم المثلث)، ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>