للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - مسجد قرب قبة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي: وقد هدمه الفرنسيون أيضا. وحلت محله دار تسمى دار أنطونيني. ثم هدمت الدار أيضا عند بناء الليسيه الفرنسي (ثانوية الأمير عبد القادر حاليا). لكن ديفوكس قال إنه لم يجد في الوثائق التي عنده أثرا لهذا المسجد ولا لأوقافه (١). ولم يذكره أوميرا.

٥ - مسجد المصلى: عطله الفرنسيون ثم أعطوه للجيش منذ الأيام الأولى للاحتلال، فاستعمله ثكنة عسكرية. كانت له أوقاف تتمثل في سبع حوانيت. وفي سنة ١٨٦٠ زار نابليون الثالث الجزائر فاستعمل مسجد المصلى والملجأ الذي بجواره (انظر القباب) مقرا للفرسان المرافقين للأمبراطور. وفي ١٨٦٢ هدم مع الملجأ المذكور لبناء الليسيه الفرنسي الأول في الجزائر. وهو الليسيه الذي ابتلع، كما قال ديفوكس، العديد من المؤسسات الإسلامية القديمة! وقد أطلق على هذا الليسيه عبارة الوحش (٢) Monstre أو البعبع، لأنه بموقعه قد ابتلع المساجد وغيرها كما سنذكر.

٦ - مسجد ابن نيقرو، ويعرف أيضا باسم مسجد ستي مريم أو ستنا مريم. وعائلة ابن نيقرو من العائلات الأندلسية القديمة في الجزائر، وكان منها قضاة ومفتون. وكانت العائلة هي التي تدير المسجد، كما قال ديفوكس، قرنين قبل الاحتلال. وذكر كلاين أن المسجد بني سنة ١٦٦٠. وهو مسجد من الدرجة الثانية، أي بدون صومعة. أما مصيره فمنذ الاحتلال عطل وسلم إلى المتصرف العسكري ثم سلم إلى أملاك الدولة من قبل سلاح الهندسة العسكرية (سنة ١٨٣٧)، وأصبح، كما قيل، في حالة سيئة، فهدمته (سنة ١٨٣٧ بناء على كلاين) مصالح الأشغال العامة. فدخل


(١) ديفوكس، ص ٢٦.
(٢) نفس المصدر، ص ٥١ - ٥٢. وذكر هنري كلاين في (أوراق الجزائر - القديمة) أن هناك مصلى قديما كان بيد الإنكشارية في القصبة. ولكنه لم يتحدث عن مصيره. كما ذكر مصلى آخر قال إنه ذو عرصات جميلة ورشيقة بناه حسين باشا (آخر الدايات). وبعد أن استعمله الجيش الفرنسي مرقدا للجنود حولوه إلى متحف عسكري.

<<  <  ج: ص:  >  >>