للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخلت، ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين. رواه الشيخان، ولفظه للبخاري (١).

وتصح منذورة في الكعبة وعليها، ويسن النفل في الحِجْر، وهو من الكعبة نصًّا (٢). وقدر الداخل منه في حدود البيت ستة أذرع وشيء، ويصح التوجه إليه، لأنه من الكعبة، سواء كانت الصلاة فرضًا أو نفلًا.

وتكره الصلاة بأرض الخسف، لأنه موضع مسخوط عليه، وكذا كل بقعة نزل بها عذاب، ومسجد الضرار.

وتصح بأرض السباخ (٣)، قال في "الرعاية" (٤): مع الكراهة. ولا بأس بالصلاة في أرض غيره ولو مزرعة، أو على مصلاه بغير إذنه، بلا غصب، ولا ضرر.

(الخامس) من شروط صحة الصلاة: (استقبال القبلة) لقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (٥) قال علي: شطره: قبله (٦)، ولقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة" (٧) ولحديث


(١) البخاري، كتاب الصلاة، باب قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (١/ ١٠٣، ١٦٤) وفي مواضع أخرى، ومسلم، كتاب الحج (٢/ ٩٦٦).
(٢) "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٥٨).
(٣) السبخة -محركة ومسكنة- أرض ذات نزٍّ وملحٍ. "القاموس" (ص ٣٢٣).
(٤) "الرعاية" لابن حمدان. والنقل عنها بواسطة "الإنصاف" (٣/ ٣١٢).
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٤٤.
(٦) الحاكم في "المستدرك" كتاب التفسير (٢/ ٢٦٩) وصححه ووافقه الذهبي. ومن طريقه رواه البيهقي في "السنن الكبرى" كتاب الصلاة، باب تحويل القبلة (٢/ ٣). ينظر: "الدر المنثور" للسيوطي (١/ ٣٥٥).
(٧) البخاري، كتاب الاستئذان، باب من رد فقال: عليك السلام (٧/ ١٣٢)، ومسلم، كتاب الصلاة (١/ ٢٩٨) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- في قصة المسيء صلاته.